ملكوت السماء عند المسيحين

يقول يسوع { لأنهم متى قاموا من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون، بل يكونون كملائكة في السماوات.(مر-12-25)}.

أنطونيوس فكري قال :- إن الحياة في الأبدية ستكون كحياة الملائكة بلا شهوات ولا جنس، أجسادنا ستكون روحية لا مادية .

تاردس ملطي قال :- في الحياة الأبديّة نمارس حياة ملائكيَّة فلا يوجد زواج .

من هم الملائكة ؟ طبقاً لعقيدة الكنيسة ، الملائكة مخيرة وليست مُسيرة فمنهم الأخيار ومنهم الأشرار ، فهي كائنات حرة وعاقلة, ولها أن تفكر في الصواب أو في الخطأ، وهي حرة فيما تريد وفيما تفعل .. وأسم (ملاك) في اللغة العبرانية واليونانية هي “رسول”، ومهمته تنفيذ أوامر الله وإجراء مقاصده … وفي سفر الرؤيا جاء ذكر الملاك على أنه حيوان (رؤيا5:6) ، وكان يُقصد بها أساقفة الكنائس (رؤ 2:1, 1: 20) ، وفي سفر ملاخي يقول الرب “ولا تقل أمام الملاك أنه سهو” ويقصد هنا الكاهن … وقد يقصد بالـ (ملاك) الله نفسه أو المسيح: فيقول في سفر ملاخي النبي “ويأتي بغتة إلي هيكله السيد الذي تطلبونه ملاك العهد الذي تسرون به, هوذا يأتي قال رب الجنود” (ملا 3: 1)…. وقد يقصد بـ (ملاك) عمود السحاب وقد يقصد بها الرياح وقد يقصد بها الأوبئة ، وقد يقصد ايضاً بها أمراض وقد يقصد بها “لهيب نار” (عب 1: 7) ورجلاه كعمود نار (رؤ 10: 1) ، وقد يكون جندي محارب يحمل السيوف (رؤ 12: 7-9).

ملخص القول :- الملاك مُخير أي له حق الأختيار ، وقد يكون الملاك من اهل الخير وقد يكون من أهل الشر .. فقد يكون حيوان وقد يكون رسول وقد يكون محارب يحمل سيف ويقاتل ، وقد يكون أسقف ، وقد يكون كاهن ، وقد يكون رياح وقد يكون أوبئة وقد يكون أمراض وقد يكون عمود سحاب وقد يكون لهيب نار ورجلاه كعمود نار … وقد يكون الله نفسه وقد يكون المسيح .

لا تسألني لماذا فرقت بين الله والمسيح مع العلم أن المسيحية تؤمن بأن المسيح هو الله فأنا نقلت لك من داخل (مكتبة الكتب القبطية) “كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين – كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور” … فهم الذين فرقوا بينهما ولست أنا ….(اضغط هنا )

هذا بخلاف ان الملائكة فوق ذلك لا يمرضون ولا يضعفون، ولا ينامون ولا يموتون وهم أقوياء لأن ملاكا واحدا قتل في ليلة واحدة 185 ألف رجل (2مل 19: 35) وملاك اّخر قتل كل بكر في أرض مصر (خر 12: 29)…. فهل المسيحي يسعى لملكوت السماء ليصبح قاتل مثل الملائكة ؟

ما هي طبيعة الملائكة ؟ هل للملائكة أجساد ؟ هل هي أرواح فقط أم أجساد نورانية؟! وهل هي قوية أم ضعيفة؟

الكنيسة القبطية ناقشت هذا الامر علي مر العصور والأجيال وتوصلوا إلى أن للإنسان جسد حيواني (1كو15: 40-44) [ولا حول ولا قوة إلا بالله]، اما للملائكة أجسادا روحانية غير منظورة .

أما الكنائس الغربية تؤمن بأن للملائكة أجساد لطيفة من النار أو الهواء (دا10: 6, 7) (مت 28: 3)

والمجمع اللاتراني الذي انعقد عام 1215 نادي بأن الملائكة بدون أجساد .

الكنيسة عرفت كينونة الله وعجزوا في معرفة كينونة الملائكة .. شفت الرب سهل ينكشف إزاي .. بس الملائكة اصعب منه … [ولا حول ولا قوة إلا بالله]

لا ننسى أن سفر أيوب اشار لنا بأن بنو الله هم الملائكة حيث قال :- { وكان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب وجاء الشيطان أيضا في وسطهم. (أيوب1:6)}

ولا ننسى سفر تكوين حين نقل لنا خبر زواج الملائكة من نساء البشر حين قال :- {أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء وبعد ذلك أيضا إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا ، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر(تكوين 6:2)} .. (اضغط هنا ) .. وقال القمص أنطونيوس فكري بتفسير سفر تكوين الإصحاح السادس :- أبناء الله = في العبرانية أبناء الألهة وجاءت في السبعينية “الملائكة”.

الآن يقول يسوع { لأنهم متى قاموا من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون، بل يكونون كملائكة في السماوات.(مرقس-12-25)}.

فيما سبق ذكره نتأكد بأن الملائكة كائنات روحية (عبرانيين 14:1)، ولكن لهم جسد بشري مادي (مرقس 5:16). فالرجال في سدوم وعمورة أرادوا ممارسة الجنس مع ملائكة لوط (تكوين 1:19-5). فمن المعقول جدا أن الملائكة لديهم القدرة علي الأنجاب.

المسيحي لن يحمل جسد مادي بل سيكون له جسد روحاني مثل أجساد الملائكة ولكنه قد يكون حيوان مثل الملائكة (رؤيا5:6) وقد يكون عمود السحاب مثل الملائكة (خر 14: 19) وقد يكون ريح مثل الملائكة (مز 104: 4) وقد يكون وباء مثل الملائكة (مز 78: 49, 50) وقد يكون مرض مثل الملائكة (2كو12: 7) وقد يكون لهب نار مثل الملائكة (مز 104: 4) وله أرجل كعمود نار مثل الملائكة (رؤ 10: 1) وقد يكون قاتل مأجور لأن في السماء حروب وقتال لأن المسيحية تظاهرت في الأرض بالمحبة وحولت الحروب والقتال وإراقة الدماء في السماء (رؤ 12: 7-9) .

ولا ننسى أن إبليس هو في الأصل من الملائكة وأتباعه هم أيضا من الملائكة ، والكنيسة ايضاً لا تؤمن بأن الشياطين تنجب ولا تتكاثر من الإنجاب بل يزداد جنود إبليس من خلال خطايا الملائكة في السماء لأن الكنيسة تؤمن بأن الملائكة مخيرة وليست مُسيرة وعليه توجد ملائكة ترفض حياة النعيم في السماء فاختارت أن تنضم لجنود ابليس وبذلك يزداد جنود ابليس … (خزعبلات وتخاريف لأنه كلام غير معقول وغير منطقي بالمرة) .

فحسب عقيدة الكنيسة نقول أن المسيحي في الملكوت سيكون ايضاً مُخيرة وليس مُسير وطالما أن الملائكة يحق لها الأختيار كذلك المسيحي سيحق له الاختيار بالبقاء في الملكوت من عدمه أو الإنضمام لجنود إبليس .

بالطبع المسيحي سيأكد بأنه من الغباء ترك الملكوت من اجل عيون إبليس ، ولكن المسيحي لم يفطن إلى أنه سيعيش مثل الملائكة ويجهل الأسباب التي دفعت بعض الملائكة لإختيار جبهة إبليس .. فأنت بكونك ستعيش عيشة الملائكة فإذن انت أيضا ستكون مُعرض لنفس ما تتعرض له الملائكة المُخيرة …. فإن كنت يا مسيحي ترى أن حياة الملكوت في حضرة الرب لا مثيل لها فلماذا لم يُفكر الملاك بنفس تفكيرك علماً بأن الملاك دائما أعلم من الإنسان ؟ اضغط هنا

.

ملحوظة :- فإن كان الملاك أفضل من البشر وإبليس من الملائكة ، أليس من الحق أن يخلص الرب الملائكة المتمثلة في إبليس بدلا من أن يخلص البشر الأقل مرتبة المتمثلة في آدم ؟

المهم ، نكمل

السؤال :- كيف سيحيى المسيحي في الملكوت بدون جسد مادي والملائكة في السماء كانت تحمل سيوف وتحارب (رؤ 12: 7-9) ومنهم من نزل للأرض ودحرج حجر ضخم (مت 28: 3) ومنهم من نزل للأرض وتزوج من نسائها ((تكوين 6:2)) ، فهل الأجساد الروحانية الغير مادية قادرة على حمل سلاح والدخول في حروب كما لها اعضاء ذكورية تناسلية تتزوج بها وتنجب ذرية مصنفة تحت اسم “العمالقة” ؟ فماذا سيفعل المسيحي بعضوه التناسلي المتواجد في الجسد الروحاني بالملكوت ؟

كما أنك أشرت لنقطة خطير جداً ولم تلفت نظري من قبل ، فيسوع بعد القيامة رُفع بجسده المادي إلى السماء ، فطالما أن الحياة في الملكوت بلا أجساد مادية فما قيمة هذا الجسد وهل رُفع هذا الجسد ومعه ما تم بتره لحظة الختان أم تعفنت على الأرض ؟ ، ولماذا تم رفعه إلى السماء طالما أن الحياة في الملكوت ستكون كالملائكة ذات الأجساد الروحانية ؟ وما هو موقف أخنوخ وملكي صادق وإيليا حيث انهم لم يموتوا ورُفعوا إلى السماء بأجسادهم المادية الحيوانية (كما ذكر بولس [1كو15: 40-44])؟.. هل الأرواح تتكأ وكيف {واقول لكم ان كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات “. (متى :8:11)}؟ وهل الله حين خلق آدم وحواء في الجنة خلقهم باجساد مادية أم بأجساد روحانية علماً بأن الله سمح لهم بالأكل من كل ثمار الجنة ؟

لذلك نقول :

الله خلق حواء لآدم لتكون له زوجة في الجنة ، فلما العجب حين نقول أن بجنة المسلم زواج ؟ حلال لآدم وحرام على بني آدم ؟

الله خلق آدم وحواء وسمح لهما بالأكل من ثمار الجنة .. فلما العجب حين نقول أن بجنة المسلم أكل من ما طاب ؟

الله خلق أنهار في الجنة والكنيسة تؤمن بذلك (التكوين :2:10) ، فلما العجب حين نقول أن بجنة المسلم شراب من جميع الألوان وما تشتهي الأنفس ؟

الله خلق الأطفال ومن مات منهم نال الجنة والكنيسة تؤمن بذلك (لو 18:16) ، فلما العجب حين نقول أن في السماء ولدان مخلدون ؟

الكنيسة تنقض الإسلام لأنه عدوها اللدود فقط ولكن نقضها للإسلام يأكد بأنها تطعن في عقيدتها أولاً .

.

.